السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قواعد وشروط المشاركة في المنتديات الشرعية
قواعد وشروط المشاركة في المنتديات الشرعية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
يقول الله عز وجل: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) النحل 12
ويقول عز وجل: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) التوبة 105
ويقول صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم أمرين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي : كتاب الله وسنتي) رواه الشيخان
لا يخفى على أحد منا ما للمنتديات من أثر كبير في نشر العلم الصافي والمعلومة المفيدة بين طبقات المجتمع المختلفة. وعليه فإن الدور الذي ممكن أن تقوم به المنتديات في ذلك المجال يضع حملا كبيرا على من كان همه الدعوة إلى الله على نهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم رضوان الله عليهم، خاصة مع ما نراه هنا وهناك من هجمات سافرة على الإسلام وأهله وما ذلك إلا نتاج لهيمنة الثقافة الغربية الفاسدة وهوان الإسلام في قلوب أهله وقلة الإمكانيات لدى أهل الإسلام الصادقين.
ونحن هنا في منتديات نظرة أمل نحمد الله عز وجل على ما مَنَّ به علينا من وجود منتديات شرعية نستطيع من خلالها القيام ولو بجزء يسير في سبيل الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ونسأله سبحانه أن يجعل من هذه المنتديات منابراً للدعوة إلى الله تعالى، ونشر هذا الدين على منهج السلف الصالح، وبيانا لعقيدة أهل السنة والجماعة، وتواصلا بين أبناء هذه العقيدة وإخوانهم المسلمين، والتعاون على الحق والخير والهدى.
وكما أن لكل شيء شروطه وقواعده التي يستقيم بها وينجح بالعمل عليها، كان لمنتدياتنا شروطها وقواعدها المستقاة من شرعنا الحنيف،
وهنا نهيب بالإخوة والأخوات الأعضاء المشتركين أو الذين يريدون الإشتراك معنا أن يتدبروا وأن يراعوا الشروط والآداب المدرجة للكتابة في هذه المنتديات، لما في ذلك من المصلحة العامة والخاصة، وهي:
1- الإلتزام بعقيدة أهل السنة والجماعة وعدم مخالفتها والحرص على ذلك دوما، في الطرح والاستدلال والبحث، و في التلقي والمناقشة، وفي الأخلاق والسلوك، وفي معاملة المخالف والموافق، وفي سائر الآداب العامة ، لقوله صلى الله عليه وسلم في وصف الجماعة الفرقة الناجية: (من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي) ولقوله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ).
2- الإخلاص لله تعالى، وأن يكون قصد العبد فيما يكتب طلب رضا الله سبحانه والزلفى إليه، لقوله تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ)، ففيها إخلاص الدعوة إلى الله تعالى، وليس لفلان أو فلان، ولقوله تعالى: (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ) ، وقوله صلى الله عليه وسلم: (قال الله : أنا أغنى الشركاء عن الشرك , من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه) رواه مسلم
3- ضرورة الحرص على التأدب بالآداب الشرعية مع الآخرين، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن من خياركم أحاسنكم أخلاقا)، ومن تلك الآداب (على وجه التبيان لا الحصر): - حسن الظن بالآخر وحمل الكلام على أحسن المحامل، لاسيما الكلام المجمل ما وجد إلى ذلك سبيل. - عدم التنقص والاستهزاء والرمي بالجهل، وأعظم من ذلك الرمي بسوء القصد. - الابتعاد عن الألفاظ النابية والفحش في الكلام ولو كان بحق.
4- الحرص وتحري الدقة دوما في كل ما يكتب وينشر، والتوجه دوما إلى التوثيق العلمي، فلا يكون النقل إلا عن مصدر موثوق بصحته، والحذر دوما مما يتم تداوله عبر البريد الإلكتروني مما لا تثبت صحته في أغلب الأحيان. والحذر من نقل كتابات أهل البدع والإنحراف الذين شهد عليهم علماؤنا الأفاضل بذلك، وإن أطلق عليها العالم الجليل فلان أو ادعى أنه يمثل مذهب أهل السنة والجماعة. كما يجب التركيز على التأكد من صحة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تكتب، وعدم إيرادها بالمعنى أو بلفظ آخر غير الذي صح به، وعليه يمنع منعاً باتاً؛ طرح أو نشر أو نقل أيّ موضوع يحوي أحاديث نبوية ضعيفة الإسناد، أو مشكوك بصحتها، أو غير مثبته، أو أي أدعية لم ترد في صحيح السنة.
5- تحري الكتابة وطرح المواضيع فيما تدعو إليه حاجة الناس من معرفة أمور دينهم واستقامة أمور دنياهم على وفق منهج السلف الصالح ، ومن ذلك التنبيه على الأخطاء الشائعة، ومقاومة المخالفات والمعاصي المنتشرة والتحذير منها، والتحذير من البدع والحث على السنن وإحيائها، والتحذير من الشرك ووسائله وذرائعه، وبيان التوحيد وفضله ومسائله، مع مراعاة فهم القارئ وما يناسبه من مطروحات.
6- الحرص على العمل بمقتضى أن الشريعة الإسلامية إنما جاءت لجلب المصالح وتكميلها، ودرء المفاسد وتقليلها. وعليه يجب الإبتعاد قدر الإمكان عن طرح المواضيع والمشاركات التي قد تكون سببا في فتح باب الفتنه والنقاشات التي لا تسمن ولا تغني من جوع (مثل النقاشات المذهبية) والبعد عن المسائل الشاذة والغريبة، والإشكالات التي تشوش الذهن. كما ينبغي أن يراعى فيما ينشر المصلحة العامة وأن لا يكون فيما يكتب وينشر ضرر على المسلمين وعون للكفار وأهل البدع والضلال عليهم. يقول صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب ).
7- ضرورة رد الفصل في الأمور الخلافية وفي معالجة القضايا والأحداث والنوازل إلى العلماء وعدم الخوض بها بأي شكل لقوله تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا). كما يجب التركيز على ضرورة البعد كل البعد عن الشبهات لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الحلال بيّن وإن الحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات فمن اتقى الشبهات، فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام) رواه مسلم.
8- التأكيد أننا نسعى في منتدياتنا إلى تطبيق مبدأ التصفية والتربية كما قررها شيخنا الألباني –رحمه الله- فنعمل على تصفية الإسلام من كل ما دخل فيه على مِّر هذه القرون والسنين الطوال ؛ من العقائد ومن الخرافات ومن البدع والضلالات، ومن ذلك ما دخل فيه من أحاديث غير صحيحة قد تكون موضوعة، ونعمل على طرح المواضيع التي تربي الجيل على العقيدة الصحيحة والسلوك القويم وعلى أساس ألا يفتنوا كما فُتِن الذين من قبلهم بالدنيا.
9- التأكيد على ضرورة الإلتزام بالكتابة باللغة العربية الفصحى ، والتأكد من سلامتها من الأخطاء النحوية والإملائية و خاصة في الآيات الكريمة و الأحاديث الشريفة، يقول تعالى: (إِنَّا أَنْـزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) إخوتي وأخواتي الكرام،،، لسنا هنا إلا إخوة اجتمعنا في الله لتقديم النافع والمفيد لأنفسنا أولا ولغيرنا ثانيا وباب التعاون على البر والتقوى والتناصح مشرع على مصراعيه فلا يوجد معصوم من الخطأ والزلل والتقصير. حيث أن العصمة انتهت بموت المعصوم صلى الله عليه وسلم - فمن ادعى خلاف ذلك فقد كفر والعياذ بالله- ولذلك لا تبخل على غيرك بالنصيحة الطيبة الصادقة مهما كانت صغيرة،
وهنا نركز على نقطة هامة وهي الطريقة التي تُقدم بها تلك النصيحة. يقول الله عز وجل: (وَلَوْ شَاءَ ربكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ ربكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) فالإختلاف قائم بين الناس بطبعهم ولكن دعوتهم للحق وتقديم النصيحة الطيبة لهم متعينة علينا لقوله تعالى: (وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) وقوله صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة)، ولذلك وجب علينا أن ننتهج النهج النبوي في الدعوة إلى الله وتقديم تلك النصيحة.
ومن أجل ذلك فلنأخذ بوصية علامتنا ووالدنا سماحة الإمام الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس- بين أعيننا عندما أوصى إخوانه من أهل العلم والدعوة إلى الله عز وجل بأن يتحروا الأسلوب الحسن والرفق في الدعوة وفي مسائـل الخلاف وألا تحمل الغيرة والحدة على أن يقال ما لا ينبغي قوله مما قد يسبب الفرقة والاختلاف والتباغض والتباعد وعلى المعلم والمرشد أن يتحرى الأساليب النافعة والرفق في كلمته لتلقى الآذان الصاغية، ولكي لا تتفرق القلوب عنه كما قال الله عز وجل لنبيه عليه الصلاة والسلام: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضوا مِنْ حَوْلِكَ)
وفي قوله تعالى لموسى وهارون لما بعثهما إلى فرعون: (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى)
ويقول سبحانه: (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ).
ويقول عليه الصلاة والسلام: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه) رواه الشيخان.
وقوله أيضا عليه الصلاة والسلام: (من يحرم الرفق يحرم الخير كله) أخرجه أحمد ومسلم وأبو داود وابن ماجة.
وصدق الشاعر حين يقول
واحرصْ على القلوبِ من الأذى -*- فرجوعُها بعد التنـــافر يصعبُ
إِن القــلــوبَ إِذا تنـافــرَ ودُّهـــا -*- شبه الزجاجةِ كسرُها لا يشعبُ
إخوتي وأخواتي الكرام،،، هذه لمحات توجيهية بها قواعد وضعت لخدمة هذا المنتدى وضبط سيره كما نحب، فنرجو من الجميع ممن رغب بالمشاركة معنا في هذا الطريق أن يتقيد بها دوما، واعلم أن هذه الشروط عقد بيننا وبينك وقد قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ)، ويقول عز وجل: (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولا) ويقول عليه الصلاة والسلام: ( المسلمون على شروطهم، إلا شرطا حرم حلالا أو أحل حراما) وعن عمر رضي الله عنه أنه قال : "إن مقاطع الحقوق عند الشروط، ولك ما اشترطت" وقال شريح: "ومن شرط على نفسه طائعا غير مكره فهو عليه". وفق الله الجميع لما فيه خير الإسلام والمسلمين.